انه ابو بكر

ارجو مراعاه قوانين المنتدي وعدم الاخلال بها وشكرا
المدير

اهلا بالاعضاء الجدد وويارب تنبسطوا معانا في المنتدي وياريت كل واحد يعرف نفسه في قسم التعارف

موضوع: انه ابو بكر الإثنين سبتمبر 15, 2008 3:10 pm

إنّه الصحابيّ الجليل ، خير الناس بعد النبيين ، أول الخلفاء الراشدين : عبد الله بن عثمان ابن عامر القُرَشي التَيْمِيّ رضي الله عنه . يلتقي نسبه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مُرّة بن كعب . أبو بكر بن أبي قحافة . واسم أبي قحافة :عثمان . وأمه : أم الخير سلمى ، وهي ابنة عمّ أبي قحافة .

كان أبيض نحيفا خفيف العارضين معروق الوجه ناتئ الجبهة .

أسلم أبو بكر ثم أسلمت أمه بعده ، وصحب رسولَ الله صلى الله عليه وسلم . ولُقّب عتيقاً لعتقه من النار ، فقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت عتيق الله من النار . وقيل لحسن وجهه . وأجمعت الأمة على تسميته صِدّيقاً ً. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إن الله تعالى هو الذي سمى أبا بكر على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم صِدّيقا . وسبب تسميته أنه بادر إلى تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم ولازم الصدق فلم تقع منه هَنَاتٌ ولا كذبة في أيّ حال .

ولد أبو بكر سنة 573 م بعد الفيل بثلاث سنين تقريبا ، وكان رضي الله عنه عنه صَدِيقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وهو أصغر منه بسنتين أو ثلاث . وكان يُكثر زيارته في منزله ومحادثته .

كان أبو بكر رضي الله عنه من رؤساء قريش في الجاهلية محببا فيهم مؤَلَّفا لهم . وكان تاجرا ذا ثروة طائلة ، حسن المجالسة . وقد حرّم الخمر على نفسه في الجاهلية هو وعثمان بن عفان .

فلما جاء الإسلام سبق إليه ، وأسلم من الصحابة بدعائه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم : عثمان بن عفان ، والزبير بن العوام ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، وطلحة بن عبيد الله ، وأسلم أبواه وولداه وولدُ ولدِهِ . وكان أوّل من أسلم من الرجال .

وقد أصاب أبا بكر من إيذاء قريش شئ كثير. ودفع أبو بكر عن رسول الله لما خنقه عُقبةَ بن أبي معيط وهو يصلي عند الكعبة خنقا شديدا . وقال : ) أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ الله وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُم ) سورة المؤمن 28.

ولما أسلم آزر النبي صلى الله عليه وسلم في نصر دين الله بنفسه وماله . وكان له لما أسلم ( 40.000) درهم أنفقها في سبيل الله مع ما كسب من التجارة . [ وقد أنفق كلَّ ماله في سبيل الله مرَاتٍ عدّة ] . قال عمر رضي الله عنه : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك مالاً عندي ( وذلك في غزوة العسرة "تبوك " ) ، فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إنْ سبقتُه ، فجئت بنصف مالي . فقال : ما أبقيتَ لأهلك ؟ قلت : مثلَه . وجاء أبو بكر بكل ما عنده . فقال : يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك ؟ قال : أبقيت لهم الله ورسوله . قال عمر : قلت : لا أسبقه إلى شئ أبداً قال عروة : وأخبرتني عائشة أنه مات وما ترك دينارا ولا درهما .

وأعتق أبو بكر سبعة ممن كانوا يُعَذَّبون في الله وهم : بلال ، وعامر بن فهيرة ، وزِنِّيْرة ، والنهدية وابنتها ، وجارية بني مؤمل ، وأم عُبيس . وحين اشترى بلالاَ وأعتقه ، قال بعض المشركين : إنّه كان لبلالٍ يدٌ ( أي فضلٌ سابقٌ ) على أبي بكر ، فأراد أن يكافئه عليه ، فلذلك أعتقه ! فنزل قول الله تعالى :
} وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى { الليل 17-19 .

ولما اشتد أذى كفار قريش ، لم يهاجر أبو بكر رضي الله عنه إلى الحبشة ، بل بقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكّة . ولما كانت الهجرة إلى المدينة ، جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر ، فقال : " قد أذن لي في الخروج " فقال أبو بكر : يارسول الله ، الصحبة ؟! قال صلى الله عليه وسلم : الصحبة . قالت عائشة : فلقد رأيت أبا بكر يبكي من الفرح. ثم خرجا حتى دخلا الغار فأقاما فيه ثلاثة أيام . وهذا دليل ثقة النبيّ صلى الله عليه وسلم التامة بأبي بكر ، وحبّه الكامل له. وقد سمّاه الله تعالى ( ثاني اثنين ) ؛ إذ قال سبحانه وتعالى : ( ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إنّ الله معنا ( التوبة 41.

كان أبو بكر بمنزلة الوزير من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يشاوره في أموره كلها . ونزل فيه وفي عمر وأمثالهما ، قوله تعالى : ( وشاوِرْهم في الأمر ) آل عمران 159 .

وكان أحبَّ الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قلت : يا رسول الله أي الناس أحب إليك ؟ قال : " عائشة " . قلت : من الرجال ؟ قال : " أبوها " . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً " رواه البخاري ومسلم .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكرمه ويجله ويثني عليه في وجهه . واستخلفه في الصلاة . وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا ، وأحدا ، والخندق ، وبيعة الرضوان بالحديبية ، وخيبر ، وفتح مكة ، وحنينا ، والطائف ، وتبوك ، وحجة الوداع . ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رايته العظمى يوم تبوك إلى أبي بكر ، وكان فيمن ثبت مع النبيّ صلى الله عليه وسلم يوم أحد ، وحين ولّى الناسُ يوم حنين .

وهو من كبار الصحابة الذين حفظوا القرآن كله . وروي لأبي بكر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 142 حديثا . وسبب قلة رواياته ، مع تقدم صحبته وملازمته النبي صلى الله عليه وسلم ، أنّه تقدمت وفاته قبل انتشار الأحاديث واعتناء التابعين بسماعها .

ومما يدل على قوة إرادة أبي بكر ورباطة جأشه ؛ موقفه يوم وفاة النبيّ صلى الله عليه وسلم . حين اضطربت نفوس بعض الصحابة ولم يُصدّقوا أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قد مات . فقام رضي الله عنه يتلو قول الله تعالى : ( وما محمّد إلا رسولٌ قدْ خَلَتْ منْ قبْلِه الرُسُل ) .

ودخلوا على أبي بكر في مرضه فقالوا : يا خليفة رسول الله ألا ندعو لك طبيباً ينظر إليك . قال : قد نظر إليّ . قالوا : ما قال ؟ قال : إنّي فعال لما أريد .

ومن أخبار تواضعه رضي الله عنه أنه كان يحلب للحيّ أغنامهم ، فلما بُويع له بالخلافة ؛ قالت جارية من الحى : الآن لا يحلب لنا منائحنا ( أي : أغنامنا ) . فسمعها أبو بكر فقال : بلى لعمري لأحلبنّها لكم ، وإنّي لأرجو أن لا يُغيّرني ما دخلت فيه عن خُلَق كنت عليه … فكان يحلب لهم .

له من الشأن العظيم والقدر الرفيع ، وقد بذل المجهود في نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فدلّ بذلك على غاية الوفاء ومنتهى الإخلاص . ولم يكن رضي الله عنه رجُلاً ضعيفا كما ظن بعضهم ، بل كان شجاعا ؛ وكان مع شجاعته مخلصاً لا يبالي بالأهوال ، ويحتمل المشقات ؛ كما يستفاد من سيرته .

كانت مدة خلافة أبي بكر سنتين وبضعة أشهر ، قضى فيها على المرتدين قضاء مبرماً ، وأخضع بني غسان وبني تغلب ، وهَزَمَ الفُرْسَ ودخلتْ جيوشُه عاصمتهم ، وجهز جيشا يبلغ عدده ثلاثين ألفا لمحاربة الروم في الشام … كل ذلك في هذه الفترة الوجيزة !! .

كلماته المآثورة

كان رضي الله عنه يقول :

أكيسُ الكَيْس التقوى ، وأحمقُ الحُمْق الفجور، وأصدق الصدق الأمانة ، وأكذب الكذب الخيانة . إن العبد إذا داخله العجب بشيء من زينة الدنيا مَقَتَهُ الله تعالى حتى يفارق تلك الزينة . ليتني كنت شجرة تُعْضَدُ ( تُقطع ) ثم تؤكل . وكان يأخذ بطرف لسانه ويقول : هذا الذي أوردني الموارد .

وكان أبو بكر إذا مُدح قال : اللهم أنت أعلم بي من نفسي ؛ وأنا أعلم بنفسي منهم . اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ؛ واغفر لي ما لا يعلمون ؛ ولا تؤاخذني بما يقولون .

توفي بعد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ؛ وهو ابن ثلاث وستين سنة . وصلى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ودفن إلى جنب النبيّ صلى الله عليه وسلم .

( وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ : رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ولإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) الحشر :

هو ده الي لحنا محتاجين اليه القدوة الحسنة وما افضلها من قدوة صحابة الرسول صلي الله عليه وسلم