لا تجعل كلماتى تبكيك

ارجو مراعاه قوانين المنتدي وعدم الاخلال بها وشكرا
المدير

اهلا بالاعضاء الجدد وويارب تنبسطوا معانا في المنتدي وياريت كل واحد يعرف نفسه في قسم التعارف

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يقول بطل قصتي وليس هو البطل في الحقيقه فالبطل هو ....؟!

تعالوا اعرفوا بنفسكم مين البطل

تعودت علي السهر والخروج مع اصدقائي تعودنا علي النميمه والأستهزاء

بمشاعر الأخرين ولما يسلم منا احد حتي كثير من أصدقائنا لم يسلموا من الإستهزاء بهم والضحك

عليهم وكنت أنا أكثر أصدقائي مرحا وكنت احاول دائما أن يضحكون لتصرفاتي التي كنت

أفعلها فكنت احاول أن استهزي من الأخرين من خلال تقاليدهم وتقليد كلامهم وتصرفاتهم

وكنت دائما أنجح بذلك وكثير من الناس بل كل الذي تعاملت معهم لم يسلموا من لساني

وفي أحد المرات أتذكر أننا كان نسهر انا واصدقائي بخارج المنزل ووجدنا رجلا متسولا معاق

وأعمي لم يسلك هو الأخر من تريقتي عليه ومع كل ذلك كنت مهمل لبيتي وزوجتي الغاليه

وفي احد المرات بعد طول سهري مع أصدقائي ورجوعي للبيت وجدت زوجتي سلمي تنتظرني

بالبيت وكان ظاهرا علي وجهها الألم والتعب نعم فقد كانت حامل وانا كنت مهملها ومهمل

لبيتي كثيرا فوجدتها تقول لي عصام انا تعبانه وحاسه اني ميعاد ولادتي قرب اوي أنا حاسه

اني هأولد علي الفور أخذتها وذهبت بها لطبيبها المعالج وإذا بهم يخبروني بأن زوجتي

تحتاج عمليه علي الفور لأن حملها في وضع حرج وبالفعل تمت العمليه ولكن قبل أن أري زوجتي

أو ابني الذي انتظره طلب من يالدكتور أن يتحدث معي قبل أن أري ولدي وزوجتي واخذ

يحدثني عن بلاء الله وقدرته وعلي المصائب التي تصيب الأنسان وفي النهايه أبلغني

أن الطفل الذي أنتظرته العمر كله ولد مشهوها والتشوه في عيناه مما سيجعله سيبقي

باقي حياته مغمض العينان أعمي

خفضت رأسي... تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى الذي دفعته وأضحكت عليه اصدقائي

سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليلاً.. لا أدري ماذا أقول.. ثم تذكرت زوجتي وولدي ..

فشكرت الطبيب على لطفه ومضيت لأرى زوجتي

لم تحزن زوجتي.. كانت مؤمنة بقضاء الله.. راضية. طالما نصحتني أن أكف عن الاستهزاء بالناس..

كانت تردد دائماً، لا تغتب الناس ..

ولا تستهزا بهم ولكن كان ذلك دون جدوي معي

وقد أحبت زوجتي أن تسمي مولودنا خالد

خرجنا من المستشفى، وخرج طفلنا الأول خالد معنا. في الحقيقة، لم أكن أهتم به كثيراً. اعتبرته

غير موجود في المنزل. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام فيها. كانت زوجتي تهتم ب

ه كثيراً، وتحبّه كثيراً. أما أنا فلم أكن أكرهه، لكني لم أستطع أن أحبّه !

.. كبر خالد. بدأ يحبو.. كانت حبوته غريبة.. قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي..

فاكتشفنا أنّه أعرج. أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر. أنجبت زوجتي بعده

انجبت زوجتي بعد خالد طفلين أسماينهم عمر ووليد

مرّت السنوات وكبر خالد, وكبر أخواه. كنت لا أحب الجلوس في البيت. دائماً مع أصحابي. في الحقيقة

كنت كاللعبة في أيديهم

تعودوا مني علي الضجك والهزار وكنت بمثابه الارجواز الذي يضحكهم وكنت انا اسير لهم لا اعرف لماذا

لم تيأس زوجتي من إصلاحي. كانت تدعو لي دائماً بالهداية.

لم تغضب من تصرّفاتي الطائشة، لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لخالد واهتمامي بباقي إخوته.

كبر خالد وكبُر معه همي. لم أمانع حين طلبت

زوجتي تسجيله في أحدى المدارس الخاصة بالمعاقين. لم أكن أحس بمرور السنوات. أيّامي سواء ..

عمل ونوم وطعام وسهر.

في يوم جمعة، استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً. ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة لي.

كنت مدعواً إلى رحله قد رتبها لنا أحد الاصدقاء لبست وهيئت نفسي للخروج وكنت

علي اكمل وجه مررت بصالة المنزل فاستوقفني منظر خالد. كان يبكي بحرقة

إنها المرة الأولى التي أنتبه فيها إلي خالد يبكي مذ كان طفلاً.

عشر سنوات مضت، لم ألتفت إليه. حاولت أن أتجاهله فلم أحتمل.

كنت أسمع صوته ينادي أمه وأنا في الصاله التفت ... ثم اقتربت منه. قلت: خالد! لماذا تبكي؟

حين سمع صوتي توقف عن البكاء. فلما شعر بقربي، بدأ يتحسّس ما حوله بيديه الصغيرتين.

ما بِه يا ترى؟! اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني وكأنه يقول: الآن أحسست بي.

أين أنت منذ عشر سنوات ؟! تبعته ... كان قد دخل غرفته. رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه.

حاولت التلطف معه .. بدأ خالد يبين سبب بكائه، وأنا أستمع إليه وأنتفض

أتدري ما السبب! تأخر عليه أخوه عمر، الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد.

ولأنها صلاة جمعة، خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل. نادى عمر.. ونادى والدته.. ولكن لا مجيب.. فبكى.

أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين. لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه. وضعت يدي على فمه وقلت:

لذلك بكيت يا خالد

قال: نعم ..
نسيت أصحابي، ونسيت الرحله التي رتبت لها والتي هيئت نفسي لها وقلت:

خالد لا تحزن. هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى المسجد؟

قال: أكيد عمر .. لكنه يتأخر دائماً ..

قلت: لا .. بل أنا سأذهب بك ..

دهش خالد .. لم يصدّق. ظنّ أنّي أسخر منه. استعبر ثم بكى

. مسحت دموعه بيدي وأمسكت يده. أردت أن أوصله بالسيّارة

رفض قائلاً: المسجد قريب... أريد أن أخطو إلى المسجد - والله قال ذلك

لا أذكر متى كانت آخر مره دخلت فيها المسجد، لكنها المره الأولى التي أشعر فيها بالخوف والنّدم

على ما فرطته طوال السنوات الماضية. كان المسجد مليئاً بالمصلّين، إلا أني وجدت لخالد مكاناً في الصف الأوّل.

استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصلى بجانبي... بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه

بعد انتهاء الصلاة طلب مني خالد مصحفاً. استغربت! كيف سيقرأ وهو أعمى؟

كدت أن أتجاهل طلبه، لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره. ناولته المصحف ...

طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف. أخذت أقلب الصفحات وأنظر في الفهرس .. حتى وجدتها.

أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة السورة ... وعيناه مغمضتان ... يا الله ! إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة!

خجلت من نفسي. أمسكت مصحفاً ... أحسست برعشة في كل جسدي... قرأت وقرأت..

دعوت الله أن يغفر لي ويهديني. لم أستطع الاحتمال ...

فبدأت أبكي كالأطفال. كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة ...

خجلت منهم فحاولت أن أكتم بكائي. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق ...

لم أشعر إلا ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح عنّي دموعي. إنه خالد ! ضممته إلى صدري...

نظرت إليه. قلت في نفسي... لست أنت الأعمى بل أنا الأعمى، حين انسقت وراء أصدقاء يجرونني إلى النار.

عدنا إلى المنزل. كانت زوجتي قلقة كثيراً على خالد،

لكن قلقها تحوّل إلى دموع حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع خالد ..

من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد. هجرت أصدقائي ..

وأصبحت لي أصدقاء جدد تعرفت عليهم في المسجد. ذقت طعم الإيمان معهم.

عرفت منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا. لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر. ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر.

رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس. أحسست أنّي أكثر قرباً من أسرتي.

اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي. الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني خالد.

من يراه يظنّه ملك الدنيا وما فيها. حمدت الله كثيراً على نعمه

ذات يوم ... قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق البعيدة للدعوة.

تردّدت في الذهاب. استخرت الله واستشرت زوجتي. توقعت أنها سترفض... لكن حدث العكس !

فرحت كثيراً، بل شجّعتني. فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها فقط للخروج والفسح والفجور.

توجهت إلى خالد أخبرته أني مسافر فضمني بذراعيه الصغيرين مودعاً...

تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال تلك الفترة أتصل كلّما أتاحت لي الفرصة للأتصال بزوجتي و أبنائي أحدثهم .

اشتقت إليهم كثيراً ... آآآه كم اشتقت إلى خالد! تمنّيت سماع صوته...

هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت. إمّا أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم

كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه، كانت تضحك فرحاً بحبي لخالد إلاّ آخر مره كلمتها فيها. لم أسمع ضحكتها المتوقعة. تغير صوتها ..
قلت لها: وصلي سلامي لخالد، فقالت: إن شاء الله ... وسكتت...

أخيراً عدت إلى المنزل. تمنّيت أن يفتح لي خالد، لكن فوجئت بابني وليد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره.

حملته بين ذراعي وهو يصرخ: بابا .. بابا .. لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت.

استعذت بالله من الشيطان الرجيم ..

زوجتي ... كان وجهها متغيراً. كأنها تتصنع الفرح.

تأمّلتها جيداً ثم سألتها: مالك في أيه؟

قالت:مفيش .

فجأة تذكّرت خالد فقلت .. فين خالد؟

خفضت رأسها. لم تجب. سقطت دمعات حارة على خديها

وكانها تشق الحزن علي خديها

صرخت بها ... خالد فين خالد ..؟

لم أسمع حينها سوى صوت ابني وليد يقول بلغته كطفل : بابا ...خالد لاح الجنه... عند الله...

لم تتحمل زوجتي الموقف. جعلت البكاء ردا لها علي سؤالي عن أبني خالد .

كادت أن تسقط على الأرض، فخرجت من الغرفة.

عرفت بعدها أن خالد أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين فأخذته زوجتي إلى المستشفى ..

فاشتدت عليه الحمى ولم تفارقه ... حين فارقت روحه جسده ..

لاتنسوا الدعاء بالرحمه لكل عزيز وغالي عليكم ولبطل القصه خالد

إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله